انثى البقاء * * * بقلم الشاعر المتالق جاد عبدالله

انثى البقاء

...جـ...

من انقاض النجوم
جمعت الباقيات
حِليٌ من خَجلٍ
و تيجان عِزٍٍّ فارقت ألماسها
عيون ناعساتٌ هَجَرَتْ كُحلها

أُنثى البقاء
اعتزلتْ زينتها
عروس الخلود
هجرتْ مخدعها
والعِلجُ يهزُ القِداحَ
يحتفل بليلة اغتصابها

شهود الواقعة
أربعةُ مُحللين
إمام مسجد و قس كنيسة
راهب كنيس
و ملحد يكفر بهم جميعا

سال الشرف مذبوحاً
و الأرض تبتلع الشرفاء
قالها مُظفرٌ و ما ظفرنا
"القدس عروس عروبتكم"
يا سيدي تغير الامر
فالقدس عروس لعريسها
و ما للعروبة ولايه

باعو الحكم الشرعي
بفتوة من عطش يمتهن السقاية
و باعوا العدل بأمر محكمة
قاضيها يحكم
بقانون المصالح الشخصيه
باعوا الوطنية بسيجار كوبي
اخبرهم يا جيفارا
العزة ليست بصورة مع السيجاره

بصموا جميعاً
اعلنوا السلام
في عاصمة السلام
على جثة الحق ودماء الشهداء

و انثى البقاء
ما زالت تعصب رأسها
تتوسد ثوبها الابيض
ترتق بخيوط من الشمس
ما تمزق بأيدي المغتصب

تُمسكُ ببعضٍ من ورق
تشح ببقية حروف و رسومات
اليوم عرَفَت ماذا عَنَى غسان
"لن تستطيعي ان تجدي الشمس في غرفة مغلقه"
وبكت كثيراً و كثيراً
حين رأت حنظلة
برايات ناجي .. ومن تُناجي
لن تناجي احدا

ستمضي بثوبها الممزق
حتى تولد من جديد
من رحم أمٍّ ليست عربيه
و أب مات في زمن عمر
و بعث اليوم ..
فلم يتشوه صلبه
بأبجديات الخزي و الهوان

#وطني_في_عيوني_حريه
جاد عبدالله