....الـمُـهـمّـش ..
.
بـعـد أن أضـنـاه الـمـلل ..وفـاته الـزمـن..ولـم تـعـد بـطـاريـة الـقـلـب تُـشـحـن ..ولا حـديـث الـنّـاس يُـسـمـع ..ولا لـسـانـه يُـرطّـب الـكـلام ...ولا رجـلاه تـقـوده حـيـث شـاء .....تـبـيّـن لـه ..أنّـه غـيـر مـرغـوب فـيـه ...
لـم يـجـد لـحـيـاتـه مـعـنى بـيـن مـن حـولـه ...فــحــيـاة الأخـوّة.. والـصّـدق ..والـتـعـاون ..والــمـحـبّـة ..وتـطـبـيـق قـواعـد الأمـر بالـمـعـروف والـنّـهـي عـن الـمـنـكـر ..راَهـا تـحـت أقـدام الـمُـتسـارعـيـن الى نـيـل الـسّـعـادة بـطـريـقـة مـنـهـج الـرّبـح الـسّـريـع ..
تـلك الـقـيـم راًهـا تُـبـاع في الأسـواق الـحُـرّة مـع الإنـفـتـاح ..على شـكـل مـسـاحـيـق مـن مُـكـوّنـات كـيـمـيـاويـة ..يُـدهَــن بـهـا فـتُغـيّـر مـن بـشـرة الـوجـه فـيُـصـبـع عـديـم الإحـمـرار عـنـدمـا يُـصـيـبُــه الـخـجـل ..
وأُخـرى على شـكـل مُـرطّـبـات ..يـلـعـقُـهـا بـلـسـانـه عـوض أن يُـرطّـبـه بالـذّكـر وتـلاوة الـقـران الـكـريـم ..
لـم تـدخـل صـورتـه في الإطـار الـذي يـحـتـوي صـور الـنّـاس ...بـل هـو خـارج الإطـار ...
في نـظـر مَـن حـولـه ..أصـبـح مـن الـقـديـم ...كـالاًلـة التى تـعـمـل يـدويـاً وتـدور بـبـطء ...
قـبـض على أنـفـاسـه مـراراً ..حتى لا يـتنـفّـس داخـل هـذا الـجـو الـجـديد ....فـتـأزّم حـالـه ..
تـنـاسـى أنّـه.. كـانَ ...
قـرّر الــمُـغـادرة ونـسـي أنّـه سـفـر ..لأنّ الـعـودة غـيـر مُـحـتمـلـة ...
إشـتـرى تـذكـرتـيـن ..واحـدة لـمـقـعـده ..وواحـدة ثـمـنـاً لِـحـمُـولـة هُـمـومـه ومـاضـيـه ...
مـثـلـمـا أصـحـاب الـحـظ ..وأصـحـاب الـسّـعـادة ..يــتــحـصّـلـون على مـنـاصـب عـمـل ..ومـنازل فـخـمـة ...وعلى سـيـارت فـارهـة ...وعـلى زيـجـات حـسـنـة ..وأمـوال تـصـنـع لـهم الـجـاه والـقَـبـول والـتـقـديـر والإحـترام ....
تـحـصّـل هـو وبـدون وسـاطـة على مـقـعـدٍ دائـم ..في أوّل قـطـار يـحـمـل الـمُـهـمّـشـيـن مـثـلـه مـن كـل مـكـان ..
إنـطـلـق الـقـطـار الى وجـهـةٍ لا يـعـرفـهـا ...الشـيئ ..الـجـمـيـل فيـه أنّـه لايـسـمـع داخـلـه ولا خـارجـه حِـسّـاً ولا ضـجـيـجـاً ....
تـذكّـر أنّـه لـم يـنـم مـنـذ سـنـوات ...طـلـب الـنّـوم ..فـلـم يـجـده ....فـتـح الـنّـافـذة التي بـقـربـه ......فـراى الـدّنـيـا ..كـلّـهـا نـامـت في سـريـر سـعـادة الإبـنـة الـمُـدلّـلـة.
.
محمد بطمة
.
بـعـد أن أضـنـاه الـمـلل ..وفـاته الـزمـن..ولـم تـعـد بـطـاريـة الـقـلـب تُـشـحـن ..ولا حـديـث الـنّـاس يُـسـمـع ..ولا لـسـانـه يُـرطّـب الـكـلام ...ولا رجـلاه تـقـوده حـيـث شـاء .....تـبـيّـن لـه ..أنّـه غـيـر مـرغـوب فـيـه ...
لـم يـجـد لـحـيـاتـه مـعـنى بـيـن مـن حـولـه ...فــحــيـاة الأخـوّة.. والـصّـدق ..والـتـعـاون ..والــمـحـبّـة ..وتـطـبـيـق قـواعـد الأمـر بالـمـعـروف والـنّـهـي عـن الـمـنـكـر ..راَهـا تـحـت أقـدام الـمُـتسـارعـيـن الى نـيـل الـسّـعـادة بـطـريـقـة مـنـهـج الـرّبـح الـسّـريـع ..
تـلك الـقـيـم راًهـا تُـبـاع في الأسـواق الـحُـرّة مـع الإنـفـتـاح ..على شـكـل مـسـاحـيـق مـن مُـكـوّنـات كـيـمـيـاويـة ..يُـدهَــن بـهـا فـتُغـيّـر مـن بـشـرة الـوجـه فـيُـصـبـع عـديـم الإحـمـرار عـنـدمـا يُـصـيـبُــه الـخـجـل ..
وأُخـرى على شـكـل مُـرطّـبـات ..يـلـعـقُـهـا بـلـسـانـه عـوض أن يُـرطّـبـه بالـذّكـر وتـلاوة الـقـران الـكـريـم ..
لـم تـدخـل صـورتـه في الإطـار الـذي يـحـتـوي صـور الـنّـاس ...بـل هـو خـارج الإطـار ...
في نـظـر مَـن حـولـه ..أصـبـح مـن الـقـديـم ...كـالاًلـة التى تـعـمـل يـدويـاً وتـدور بـبـطء ...
قـبـض على أنـفـاسـه مـراراً ..حتى لا يـتنـفّـس داخـل هـذا الـجـو الـجـديد ....فـتـأزّم حـالـه ..
تـنـاسـى أنّـه.. كـانَ ...
قـرّر الــمُـغـادرة ونـسـي أنّـه سـفـر ..لأنّ الـعـودة غـيـر مُـحـتمـلـة ...
إشـتـرى تـذكـرتـيـن ..واحـدة لـمـقـعـده ..وواحـدة ثـمـنـاً لِـحـمُـولـة هُـمـومـه ومـاضـيـه ...
مـثـلـمـا أصـحـاب الـحـظ ..وأصـحـاب الـسّـعـادة ..يــتــحـصّـلـون على مـنـاصـب عـمـل ..ومـنازل فـخـمـة ...وعلى سـيـارت فـارهـة ...وعـلى زيـجـات حـسـنـة ..وأمـوال تـصـنـع لـهم الـجـاه والـقَـبـول والـتـقـديـر والإحـترام ....
تـحـصّـل هـو وبـدون وسـاطـة على مـقـعـدٍ دائـم ..في أوّل قـطـار يـحـمـل الـمُـهـمّـشـيـن مـثـلـه مـن كـل مـكـان ..
إنـطـلـق الـقـطـار الى وجـهـةٍ لا يـعـرفـهـا ...الشـيئ ..الـجـمـيـل فيـه أنّـه لايـسـمـع داخـلـه ولا خـارجـه حِـسّـاً ولا ضـجـيـجـاً ....
تـذكّـر أنّـه لـم يـنـم مـنـذ سـنـوات ...طـلـب الـنّـوم ..فـلـم يـجـده ....فـتـح الـنّـافـذة التي بـقـربـه ......فـراى الـدّنـيـا ..كـلّـهـا نـامـت في سـريـر سـعـادة الإبـنـة الـمُـدلّـلـة.
.
محمد بطمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق